أكدت دولة قطر مواصلتها دعم الأشقاء في السودان والاستمرار بالوفاء بتعهداتها السابقة والاستعداد لمواصلة هذا الدعم، بالإضافة لاستخدام الأدوات الاستثمارية المتنوعة لدراسة الفرص في قطاعات الاقتصاد المختلفة في السودان.
جاء ذلك في كلمة دولة قطر التي ألقاها سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، بتاريخ 17مايو2021، في المؤتمر الدولي لدعم السودان في باريس.
وتوجه سعادته بجزيل الشكر لفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون ولشعب وحكومة الجمهورية الفرنسية على استضافة هذا المؤتمر الهام الذي ينعقد بهدف دعم جمهورية السودان الشقيقة ومساندتها في ظل ظروف وتحديات سياسية واقتصادية كبيرة تمر بها، تضاعف من أهمية هذا المؤتمر وضرورة انعقاده لما يمثله من فرصة سانحة لبحث واستكشاف فرص الاستثمار وخلق البيئة المناسبة لتعزيزها وتطوير إقامتها.
وقال المريخي: إن المشاركة الواسعة للمجتمع الدولي في هذا المؤتمر تعكس المكانة الكبيرة التي يحتلها السودان في المحيطين الإقليمي والدولي والاهتمام الذي توليه دول العالم له لما يحظى به من فرص استثمارية ضخمة في ظل الجهود التي تقوم بها الحكومة السودانية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية للشعب السوداني الشقيق مما يضاعف آمالنا في مخرجات هذا المؤتمر ويعمق تفاؤلنا في تحقيق الأهداف المرجوة منه.
وأضاف: على الرغم من قناعتنا التامة بالإمكانيات الكبيرة للشقيقة السودان وقدرة اقتصادها على النمو ومواجهة الأزمات إلا أن تحسين أداء الاقتصاد في خلق أنشطة قادرة على الوصول إلى مستوى النمو المستدام لم يعد خيارا بل أصبح ضرورة أكثر من أي وقت مضى حيث يتمتع السودان بالمقومات اللازمة لنجاح أي استثمار الأمر الذي يستوجب تطوير التشريعات المشجعة للاستثمار الأجنبي وتحسين بيئة الأعمال والانفتاح الاقتصادي بشكل أكبر وتهيئة البيئة المناسبة لذلك.
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أن السلام هو الركن الأساسي للاستقرار، والذي بدونه تضيع كل الجهود أدراج الرياح، وقال: وفي هذا الصدد أشير إلى تجربة قطر الناجعة في تحقيق السلام في إقليم دارفور، فقد رعت دولة قطر السلام في دارفور واستضافت المحادثات التي استمرت لأكثر من عام، وأسفرت عن اتفاقية الدوحة لسلام دارفور، التي حققت السلام في كامل الإقليم وبنسبة مقدرة، وعاش الإقليم فترة من الاستقرار النسبي، وقد آن الأوان لتحقيق السلام الكامل والمستدام في دارفور وغيره من أرجاء السودان الشقيق.
وأوضح أن دولة قطر لا تزال تفي بتعهداتها التي قطعتها في مؤتمر الدوحة للمانحين في أبريل 2013، إضافة إلى بناء المؤسسات المجتمعية، ومد العائدين بوسائل وأسباب الحياة، فكانت تجربة قطر في بناء القرى النموذجية للعائدين التي بلغت خمس عشرة قرية صممت كل قرية لتستوعب مائة ألف عائد من معسكرات اللجوء أو النزوح الداخلي، لتمدهم بمياه الشرب ومؤسسات التعليم والعلاج وغير ذلك.
وأشار سعادته إلى أن دولة قطر قدمت مساعدات إلى جمهورية السودان الشقيقة خلال الفترة 2010 - 2020، وهي مساعدات حكومية تجاوزت نصف مليار دولار أمريكي، ومساعدات عن طريق المنظمات غير الحكومية تجاوزت ربع مليار دولار أمريكي، وقال: أؤكد مجددا على مواصلة دعم دولة قطر للأشقاء في السودان ويسرني التأكيد على الاستمرار بالوفاء بتعهداتنا السابقة والاستعداد لمواصلة هذا الدعم، بالإضافة لاستخدام الأدوات الاستثمارية المتنوعة لدراسة الفرص في قطاعات الاقتصاد المختلفة في السودان.
وكرر سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، الشكر لجمهورية فرنسا على عقد هذا المؤتمر وحسن التنظيم وحفاوة الاستقبال، متمنيا لأعمال هذا المؤتمر كل التوفيق والنجاح لتحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق.